تأليف عبّاس دمنهوري

Title:سامر والثعبان
Subject:POETRY Scarica il testo


 تأليف عبّاس دمنهوري

سامر والثعبان

كان الفتى سامر ينظر إلى بعض الأولاد ، وأحدهم يمسك بقطة من رقبتها ليخنقها ، المسكينة تصيح وتستغيث. وكان الطفل يحكم قبضته حول رقبة القطة ، ويزيد من ضغطه عليها وأحيانا يحملها من ذيلها ويجعلها تتأرجح بين يديه ، والقطة تستنجد ، وكان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسرورا بما يفعله . وكان سامر هادئا لا يريد أن يفعل شيئا مضرا بزملائه.فكان أسلوب تعامله معهم أدبيا ، لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدي نفعا ، وتقدم سامر إلى الطفل..وطلب منه أن يكف عن أذى الحيوان ، وأفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل ، وفي أي مكان وجدت فيه..فهي عدوة للفئران والحشرات الضارة ، فهي تقضي عليهم ولا تجعل لهم أثرا ، وأن من الواجب أن يترك الإنسان الحيوانات وشأنها.لأنها أليفة ، وبالتالي لا تضر..ثم قال له:ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل؟ وهي عاجزة عن المقاومة، وبحاجة إلى رعاية ،وكانت القطة المسكينة تنظر إلى سامر لعله يخلصها من اليد القابضة عليها ، وهنا رق الطفل وشكر سامر على نصيحته الجيدة ، وأعترف بأن هذا فعلا حيوان لا يضر ، وقال لسامر : إنه لا يدري أن عمله هذا ردئ ، حيث أنه لم يسمع من أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه من سامر ، وعاد سامر إلى منزله ،وذات يوم ، قبل أن يأوي إلى النوم..تذكر أنه يريد أن يشرب من الثلاجة الموجودة بالمطبخ ، فاتجه إليها ، وبعد أن شرب رأى نورا خافتا من جهة الباب الخارجي للمنزل ، فتذكر أن والده سيتأخر وأن عليه أن يغلق الباب ، وتقدم سامر ليغلق الباب وفجأة !!لاحظ شيئا ما أمام عينه يا الله..إنه ثعبان..وكان طويلا..فصرخ سامر فزعا.واخذ سامر يستغيث ويحاول أن يجد له مخرجا من هذا المأزق ، ولكن الطريق أمامه مسدودة ، فهو لا يدري ماذا يفعل..وااضطربت أنفاسه، وكاد يغمى عليه..وبينما هو في فزعه!!نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه ، وقد قضى عليه ، وقد عرف سامر أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل ، وقد امتلأ جسمه ، وأصبح في صحة جيدة ، ونظر القط إلى سامر..وكأنه يقول له:وأنني أرد لك الجميل يا سامر :وعاد سامر بعد أن أغلق الباب إلى غرفته يفكر..كيف أن فعل الخير يدخر لصاحبه..حتى يوّفى له..فتعلم درسا طيبا..وقرر أن تكون حياته ...